هدايات قرآنية

هدايات قرآنية – 10 – سورة الطارق

اسلاميات

برنامج هدايات قرآنية – الحلقة 10

سورة الطارق

د. يوسف العقيل: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً وسهلاً بكم مستمعي الكرام إلى هذا اللقاء في برنامجكم “هدايات قرآنية” أرحب بكم وأدعوكم للتنقل معي في أفانين القرآن العظيم مع نخبة من أهل العلم من ضيوفنا في هذا اللقاء فمرحباً وأهلاً وسهلاً بكم.

******************

هدايات قرآنية يسعدنا تواصلكم عبر الرسائل النصية على هاتف البرنامج 0541151051 بانتظار اقتراحاتكم وأسئلتكم حول العلوم القرآنية وهدايات السور.

******************

د. يوسف العقيل: حياكم الله مستمعي الكرام وإلى هذه الفقرة.

******************

الفقرة الأولى: “في أفياء السورة” يقدم هذه الفقرة الدكتور مساعد بن سليمان الطيار حيث يستعرض فيها مع التعريف بالسورة شيئاً من علومها.

******************

الشيخ مساعد الطيار: معنا هذا اليوم سورة الطارق هكذا اشتهرت تسميتها في المصاحف وقد وردت أيضاً في بعض كتب التفسير وكتب السنة وهذا هو الاسم المشهور لهذه السورة، وسميت بهذا الاسم لما ورد في أولها من قوله سبحانه وتعالى (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (١)) وأيضاً قد تسمى بسورة (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (١)) كما ورد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء ذات البروج، والسماء والطارق، وهذا كما سبق أن ذكرت كثيراً حكاية لأول السورة. وهذه السورة تحدثت عن موضوعات عدة ويمكن أن نقسمها إلى قسمين:

القسم الأول يبتدئ بقوله (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (١)) إلى قوله سبحانه وتعالى (فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (١٠))

ثم يبتدئ المقطع الثاني بقَسَم آخر وهو قوله سبحانه وتعالى (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (١١)) فكأنه وقع القسم بالسماء مرتين مرة بالسماء والطارق ومرة بالسماء ذات الرجع فيكون إقسام بالسماء وإقسام بالطارق وإقسام بالسماء حال كونها ذات رجع.

أما القسم الأول من السورة وهو ما ابتدأ بالقَسَم الأول الإقسام بالسماء والإقسام بالطارق فواضح من جواب القسم في قوله سبحانه وتعالى (إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (٤)) أن المراد إحصاء الأعمال على العباد وأن الله سبحانه وتعالى قد حفظ أعمالهم. وحفظ الله سبحانه وتعالى للأعمال له صور منها أنه هو سبحانه وتعالى عالم بكل تفاصيل هذا الكون ويعلم بكل ما يقع للإنسان وكذلك أنه سبحانه وتعالى قد أوكل ملائكة يحفظون على الإنسان أعماله ويكتبونها في كتاب ثم يخرج له كتابه يوم القيامة منشوراً يقرؤه ويقرأ كل ما عمل فهذه أيضاً من صور حفظ الله سبحانه وتعالى لعمل العبد.

ثم بيّن الله سبحانه وتعالى بعد ذلك أصل خلق الإنسان الذي يتكبر وينسى ما عمل من الشرور يقول الله سبحانه وتعالى (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (٥)) ثم ذكر بعد ذلك جملة من الآيات التي تدل على أصل الإنسان وحقارته وأن الله سبحانه وتعالى قادر على رجعه بعد موته وأنه سبحانه وتعالى سيبلوه بعد أن يُبعث.

أما المقطع الثاني فيبتدئ بقوله (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (١١) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (١٢) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (١٣)) وهذا الضمير في قوله (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (١٣)) المراد به القرآن وإن لم يسبق له ذكر لأن من عادة العرب أنه إذا عُلم الشيء المتكلَّم عنه فإنهم يجيزون الإضمار عنه أما إذا لم يكن معروفاً فلا بد من الإظهار ثم يأتي الإضمار فأما هذا فهو مقام إضمار لأنه معلوم من السياق. وقد وصف الله سبحانه وتعالى هذا القرآن بأنه فصل وبأنه ليس هزلاً ثم ذكر ما يكون من كيد الكافرين بعد أن نوّه بالقرآن وتوعّدهم الله سبحانه وتعالى بأنه سبحانه وتعالى يرد على كيدهم بكيد وأنه سبحانه وتعالى يمهل لهم حتى إذا أخذهم، أخذهم أخذ عزيز مقتدر.

******************

الفقرة الثانية: “هدايات السورة” مع الدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.

******************

د. يوسف العقيل: مرحباً بكم أيها الإخوة المستمعون الكرام للفقرة الثانية في حلقة هذا اليوم ومعي الدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري وفقه الله عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، فمرحباً بكم دكتور محمد.

الشيخ محمد الخضيري: حياكم الله وحيا الله الإخوة المستمعين.

د. يوسف العقيل: دكتور ماذا عن هدايات هذه السورة سورة الطارق؟

الشيخ محمد الخضيري: هذه السورة الكريمة فيها بيان عناية الله سبحانه وتعالى بعباده حيث ذكر أن كل نفس من هذه النفوس قد جعل الله عز وجل عليها من يحفظها وهذا من إكرام الله عز وجل لعبده وإقامته الحجة عليه ولذلك قال بعدها (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (٧) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (٨)) فربنا سبحانه وتعالى يبين لنا أنه قادر على أن يعيدنا بعد موتنا وأننا سنبعث بعد أن نفنى وأن ذلك ليس عزيزاً على الله ولا ممتنعاً عليه بل هو أيسر ما يكون عليه سبحانه وتعالى. ثم قال الله سبحانه وتعالى (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (٩)) أي تختبر سرائر الناس فكل سريرة أوقعتها في قلبك وأكننتها في صدرك وأخفيتها عن الناس فالله سبحانه وتعالى يبديها ويظهرها وهذا يخيف المرء أن لا يُسِرّ أمراً غير الشيء الذي يظهر منه من الدين والإيمان ونحو ذلك، فإن من الناس والعياذ بالله من يتظاهر أمام الناس بالدين ويتظاهر بأنه من المصلين وهو يكره الدين ويكره المصلين ولكن لمصالح عاجلة وآنية يفعل مثل هذا الفعل المشين فليحذر المسلم من يوم يبعث فيه الناس فتبلى سرائرهم أي تُختبر وتُمتحن وهكذا في سائر الأمور والأعمال فعلى الإنسان أن يكون صادقاً في الظاهر والباطن، واعملوا عباد الله أن الإنسان قد يقول كلاماً صدقاً ولكنه في باطنه لا يؤمن به فيكون من الكاذبين، قال الله عز وجل (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (١)) [المنافقون] هؤلاء المنافقون شهدوا لرسولنا صلى الله عليه وسلم بالرسالة ومع ذلك شهد الله عليهم بالكذب لأن ما قالوه بألسنتهم لم يطابق ما في قلوبهم وعليه فعلى المسلم أن يتفحص ما في قلبه. ثم اعلموا عباد الله أن قوله (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (٩)) أن هذه القلوب محلٌ لكثير من الأعمال بل أَجَلُّ الأعمال وأعظمها بدءاً من الإيمان كله محله القلب، فعلى الإنسان أن يفحص قلبه وأن ينظر إلى ما في هذا القلب من حَسَد، من كِبر، من رياء، من عُجب، كذلك يفحص ما في قلبه من إخلاص وإيمان وتوكل وصدق ويقين وغير ذلك من أعمال القلوب لأن هذه القلوب ستبتلى وتختبر عند الله سبحانه وتعالى. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم” فالقلب وعمله هو محل نظر الرب سبحانه وتعالى فعلى الإنسان أن ينتبه له وأن يوليه عناية عظيمة وأن يحذر من أن ينجرف وراء الظواهر ويدع هذه البواطن والخفايا والأسرار التي لا يطّلع عليها إلا الرب سبحانه وتعالى، والله الموفق.

د. يوسف العقيل: أحسن الله إليكم دكتور محمد هذا العرض، نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بهذه السورة وبسور القرآن الكريم كلها، أيها الإخوة أدعوكم الآن للاستماع للفقرة التالية من حلقتنا هذا الأسبوع.

******************

الفقرة الثالثة: “من المكتبة القرآنية” مع الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.

******************

د. يوسف العقيل: حياكم الله مستمعينا الكرام إلى هذه الفقرة المكتبة القرآنية وموعودون من الدكتور عبد الرحمن بكتاب أيضاً جديد في المكتبة القرآنية دكتور عبد الرحمن.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: حياكم الله دكتور يوسف وحيا الله الإخوة المستمعين الكرام كتابنا في هذه الحلقة هو كتاب “تيسير المنان في قصص القرآن” جمع وترتيب الأستاذ أحمد فريد، هذا كتاب طبعته دار ابن الجوزي في مجلد واحد وكان من قبل ذلك صدر في عدة أجزاء، وهذا الكتاب من أسهل وأوثق كتب قصص القرآن، تحدث عن فوائد القصص القرآني واشتمال أكثر كتب التاريخ والتفاسير على الإسرائيليات والموضوعات وهذه من المعضلات التي يعاني منها الناس يسألون يقولون نريد كتاب في قصص القرآن خالي من الإسرائيليات والروايات المكذوبة لأننا لا نميز نحن بين الضعيف والموضوع والمكذوب فلذلك يريدونها خالية من هذا فجاء الأستاذ أحمد فريد وجمع لهم قصص القرآن الكريم عن الأنبياء قصة نوح، قصة إبراهيم، قصة موسى عليه الصلاة والسلام، عيسى، إلى آخره، وقصة أصحاب الكهف، وقصة ابني آدم، وقصة أصحاب الجنتين ونحوها، ولكنه سار في ذلك على منهج سهل ميسر فكان يجمع ما قاله أهم وأبزر المفسرين في هذه الآيات التي وردت في هذه القصة فمثلاً قصة نوح عليه الصلاة والسلام يجمع الآيات التي وردت في قصة نوح ثم تعليق العلماء عليها تعليق الطبري، تعليق ابن عطية، تعليق ابن كثير، تعليق الشنقيطي رحمه الله وهو يحسن الاختيار والانتخاب من كلام هؤلاء الأئمة العلماء ثم يذيل كل قصة بالفوائد والآثار الإيمانية، فيجمع أجود ما قاله العلماء من أهل السُنة الموثوقين في التفسير وفي كتب علوم القرآن عن هذه الفوائد والآثار الإيمانية لهذه القصة. فذكر قصة نوح وذكر الفوائد والآثار الإيمانية منها ثم قصة إبراهيم ثم قصة موسى ثم بقية قصص القرآن الكريم وعلى هذا النحو حتى أتم القصص القرآني الكريم وتوقف مع كل قصة من هذه القصص فاستخرج لنا أبرز الفوائد منها. وقد أبدى اهتماماً خاصاً بقصص أولو العزم من الرسل فأفردهم بالجزء الأول من هذا الكتاب عدا النبي صلى الله عليه وسلم حيث أفرده بدراسة مستقلة. وأيضاً بدأ كل قصة من هذه القصص بذكر فضائل النبي الذي وردت قصته في هذا الموضع. أيضاً لم يتعهد بسرد القصص كما هو منقول في أكثر القصص وإنما اقتصر على شيء من دعوتهم لأن هذا هو المقصود الأول من بيان القصة مع بيان طريقتهم في الدعوة وصبر وإخلاصهم ثم ذكر من مواقفهم الإيمانية شيئاً وكيف نصرهم الله سبحانه وتعالى على عدوه وعدوهم وذلك من أجل تثبيت الدعاة وزيادة ثقتهم بنصر الله وأكثر من النقول خلافاً لكثير ممن صنف في هذا المجال فلا يكاد يقول من عنده إلا القليل القليل وإنما كان ينتخب -كما قلت- أجود ما ذكره المفسرون. أيضاً حذف كل الإسرائيليات وهذا قد يصلح للعامة أنهم لا يريدون أن يقرأوا في الإسرائيليات فهو حذف كل الإسرائيليات والموضوعات بل والضعيف الذي لم يصححه أحد من هؤلاء الأئمة وجمع الكتاب بين أقوال أئمة التفسير المتقدمين كالطبري والقرطبي وغيره وذكر أهمية القصص والعناية به كأسلوب تربوي كتاب “تيسير المنان في قصص القرآن” للأستاذ أحمد فريد من الكتب القيمة وطبعته دار ابن الجوزي في مجلد واحد.

د. يوسف العقيل: شكر الله لكم دكتور عبد الرحمن ونفع بهذا الكتاب، شكراً لكم أنتم أيها الإخوة المستمعون الكرام.

******************

الفقرة الرابعة: “مناهج المفسرين” مع الدكتور خالد بن عثمان السبت عضو هيئة التدريس بجامعة الدمام.

******************

الشيخ خالد السبت: سيكون حديثنا في هذه الحلقة إن شاء الله تكميلاً وتتميماً للحلقة السابقة في الحديث عن كتاب “الدر المنثور للسيوطي” شرع السيوطي رحمه الله بتأليف كتاب حافل في التفسير وهو “مجمع البحرين ومطلع البدرين” ويكفي لمعرفة مدى توسعه فيه أنه جعل كتابه “الإتقان في علوم القرآن” مقدمة له ومعلوم أن كتاب “الإتقان” هو من أوسع الكتب المؤلفة في علوم القرآن بل هو خزانة هذا العلم لكن “مجمع البحرين” لم يتم فقد توفي المؤلف رحمه الله وما أتمه وقد قال عنه في “الإتقان”: وقد شرعت في تفسير جامع لجميع ما يحتاج إليه من التفاسير المنقولة والأقوال المقولة والاستنباطات والإشارات والأعاريب واللغات ونكت البلاغة ومحاسن البدائع وغير ذلك بحيث لا يُحتاج معه إلى غيره أصلا”. والسيوطي رحمه الله له كتاب آخر قال عنه في “الإتقان”: وقد جمعت كتاباً مسنداً فيه تفاسير النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة فيه بضعة عشر ألف حديث ما بين مرفوع وموقوف وقد تم ولله الحمد في أربع مجلدات وسميته “ترجمان القرآن”. وقال في مقدمة “الدر المنثور”: فلما ألّفت كتاب “ترجمان القرآن” وهو التفسير المُسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين وتم بحمد الله تعالى في مجلدات وكان ما أوردته فيه من الآثار بأسانيد الكتب المخرج منها واردات رأيت قصور أكثر الهمم عن تحصيله ورغبتهم في الاقتصار على متون الأحاديث دون الإسناد وتطويله فلخصت منه هذا المختصر مقتصراً فيه على متن الأثر مصدّراً بالعزو والتخريج إلى كل كتاب معتبر وسميته بـ”الدر المنثور في التفسير بالمأثور”. وكان مراده أن يجمع ما أمكن من الأحاديث والآثار في التفسير من غير اعتبار لحال تلك الروايات فجمع في هذا الكتاب الصحيح وغيره من الضعيف والموضوع والإسرائيليات كما لم يكن معنياً بالحكم على تلك الروايات أو بيان حالها من الصحة والضعف إلا ما قلّ. وإذا أردنا أن نمثل لذلك بما يقربه فنجد أن من عبارات السيوطي في حكمه على الأسانيد في هذا الكتاب أنه ربما قال “صحيح” وذلك في نحو من ثلاث وثمانين مرة، وقال “حسن” في نحو من اثنتين وستين مرة، وقال “جيد” في نحو من تسع وثلاثين مرة، وقال “قوي” في موضعين، وقال “لا بأس به” في موضع واحد، وقال “رجاله ثقات” في سبعة مواضع، وقال “مقارب” في موضع، وقال “ضعيف” في ثلاثين ومئة مرة، وقال “فيه ضعف” في موضع واحد، وقال “ضعيف جداً” في ثلاثة مواضع، وقال “واهن” في ثلاثين موضعاً، وقال “لين” في موضع واحد، وقال “فيه من لا يُعرف” في ثلاثة مواضع، وقال “فيه مجاهيل” في ثلاثة مواضع، وقال “فيه مجهول” في ثلاثة مواضع، وقال “فيه متروك” في موضع واحد، وقال “فيه من يُجهل حاله” في موضع واحد، وقال “فيه انقطاع” في موضع واحد، وقال “فيه الواقدي” في موضعين، وقال “فيه الكديني” في موضع واحد، إلى غير ذلك من العبارات كقوله “هذا مرسل ضعيف الإسناد” أو “والآخر معضل الإسناد ضعيف لا يقوم به ولا بالذي قبله حُجة” وكقوله “مرسل صحيح الإسناد” وقوله “مرسل حسن الإسناد” كما عقّب على حديث أخرجه ابن حبان في صحيحه وذكره ابن الجوزي في الموضوعات فقال “هما في طرفي نقيض” يعني أن هذا ذكره في صحيحه والآخر في كتاب الموضوعات قال “والصواب أنه ضعيف لا صحيح ولا موضوع كما بيّنته في مختصري الموضوعات،.كما أنه ينقل عن جماعة من أهل العلم أحكامهم على الأحاديث وينقل عن الحاكم كثيراً وينقل عن غيره كالذهبي في نحو من أربعة عشر موضعاً، والبيهقي في ثمانية مواضع، وابن كثير في أربعة مواضع، وابن عدي في ثلاثة مواضع، وابن حجر في موضعين، وأبي حاتم في موضع واحد، وابنه عبد الرحمن في موضع واحد، وأبي داود في موضع واحد، والدارقطني في موضع واحد، والبخاري في موضع واحد، وابن شاهين في موضع واحد. والحاصل أن السيوطي فيما ذكر قد أودع أصل هذا الكتاب بضع عشر ألف حديث ما بين مرفوع وموقوف بينما نجد أنه حكم على ما يقرب من أربعة وثمانين وثلاث مئة رواية فحسب ونقل في نحو سبعة وثلاثين موضعاً أحكاماً أو نقداً للروايات عن بعض أهل العلم سوى الحاكم النيسابوري. أكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة وللحديث بقية في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

******************

د. يوسف العقيل: إلى هنا أيها الإخوة الكرام نصل إلى ختام هذه الحلقة لنا بكم لقاء قادم بإذن الله تعالى نسعد بتواصلكم على هاتف البرنامج 0541151051 وإلى لقاء مقبل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.