برنامج هدايات قرآنية – الحلقة 5
سورة التكوير
د. يوسف العقيل: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً وسهلاً بكم مستمعي الكرام إلى هذه اللقاء في برنامجكم “هدايات قرآنية” أرحب بكم وأدعوكم للتنقل معي في أفانين القرآن العظيم مع نخبة من أهل العلم من ضيوفنا في هذا اللقاء فمرحباً وأهلاً وسهلاً بكم.
******************
هدايات قرآنية يسعدنا تواصلكم عبر الرسائل النصية على هاتف البرنامج 0541151051 بانتظار اقتراحاتكم وأسئلتكم حول العلوم القرآنية وهدايات السور.
******************
د. يوسف العقيل: حياكم الله مستمعي الكرام وإلى هذه الفقرة.
******************
الفقرة الأولى: “في أفياء السورة” يقدم هذه الفقرة الدكتور مساعد بن سليمان الطيار حيث يستعرض فيها مع التعريف بالسورة شيئاً من علومها.
******************
د. يوسف العقيل: حياكم الله دكتور مساعد في هذه الفقرة في التعريف بالسورة فما هي السورة لدينا هذا اليوم؟
الشيخ مساعد الطيار: حياكم الله. السورة التي معنا اليوم “سورة التكوير” وهكذا سميت هذه السورة في المصاحف أو في بعض المصاحف القديمة وهي كذلك عندنا في المصحف الآن تسمى “سورة التكوير” وهذا الاسم الدارج كثيراً. وكذلك تسمى بأول السورة سورة “إذا الشمس كورت” في بعض الكتب سميت “سورة كورت” لكنها قليلة جداً. بعض الأحاديث التي وردت، وردت بصيغة “إذا الشمس كورت” مثل الحديث المشهور «من سَرَّهُ أن يَنظرَ إلى يومِ القيامةِ كأنها رَأَيْ العينٍ فليَقرأْ (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) و(إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ) و(إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ)» وهي ذكرت ثلاث أسماء من أسماء السور التي سيأتي ذكرها إن شاء الله. وكما قلنا سابقاً أنه إما أن يُنحت لفظ من ألفاظ السورة اسم وإما أن تذكر صيغة واردة في السورة وإما أن يذكر أول السورة وعندنا هنا ذُكِر أول السورة أو لفظه موجودة في السورة التي هي سورة كورت أو التكوير الذي هو نُحت هذا من لفظ كورت.
د. يوسف العقيل: هذا عن مسمى السورة يا شيخ.
الشيخ مساعد الطيار: نعم.
د. يوسف العقيل: ماذا عن معلومات أخرى؟
الشيخ مساعد الطيار: موضوعات السورة كما ورد في الحديث الآن إشارة إلى الموضوع الكلي للسورة وهو أحداث يوم القيامة «من سَرَّهُ أن يَنظرَ إلى يومِ القيامةِ». وهنا هذه السورة مرتبطة بالقرآن المكي والقرآن المكي كما هو معلوم يناقش قضايا تكاد تكون أو كثر تكرارها في القرآن المكي ومنه قضية البعث واليوم الآخر وكل السور السابقة لها ناقشت هذا، سورة عم ثم بعدها النازعات ثم بعدها عبس ثم سورة التكوير وكثرة الطرق على هذا الموضوع تدل على أهميته وحاجة العباد إليه. فالسورة فيها اثنا عشر “إذا” متعاطفة تبدأ بقوله (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)) وتنتهي بقوله (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13)) ووقع طبعاً خلاف بين المفسرين هل هي كلها في آخر الزمان أو بعضها في آخر الزمان وبعضها بعد البعث؟ على خلاف طبعاً بين المفسرين. أُبي بن كعب رضي الله تعالى عنه يرى أن الست الأولى في آخر الزمان والست الثانية بعد البعث وآخرون يقولون إنها كلها بعد البعث فإذاً خلاف في الست الأولى هل هي قبل البعث أو بعد البعث.
عندنا أيضاً بعد ذلك يأتي قوله (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)) وهو الذي يكاد يكون معقد السورة وهو التنبيه على أن كل إنسان بعدما تحصل هذه المشاهد أنه سيعلم ما قدمه من خير وشر.
ثم انتقلت إلى قَسَم جديد ومقطع جديد يتعلق بالوحي بروابطه الثلاثة: النازل بالوحي وهو جبريل عليه الصلاة والسلام والموحى إليه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم والوحي الذي هو القرآن وذكرت أوصاف هذين الرسولين وأيضاً نبهت على أن هذا الوحي من عند الله سبحانه وتعالى.
وختمت هذا بقوله (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)) فختمت السورة بهذا فإذاً كأنها صارت منقسمة بين البعث وبين من جاء بهذا البعث سواء الموحي الذي أوصل الوحي وهو جبريل أو الذي وصله الوحي وهو الرسول صلى الله عليه وسلم أو القرآن الذي يتضمن هذا البعث الذي ذكرته السورة.
د. يوسف العقيل: شكراً لكم دكتور مساعد هذا العرض عن هذه السورة العظيمة (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)) وإلى الفقرة التالية.
******************
الفقرة الثانية: هدايات السورة مع الدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.
******************
د. يوسف العقيل: مرحباً بكم أيها الإخوة المستمعين إلى الفقرة التالية والثانية من فقرات هذا البرنامج وأرحب فيها بفضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري وفقه الله عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود فمرحب بك دكتور محمد.
الشيخ محمد الخضيري: حياكم الله وحيا الله الإخوة المستمعين والأخوات المستمعات.
د. يوسف العقيل: دكتور محمد قبل قليل استمعنا للدكتور مساعد الطيار وقد تحدث عن تعريف عن سورة التكوير وبعض من المواضيع التي تطرقت إليها السورة، ماذا عن هدايات هذه السورة وفقكم الله؟
الشيخ محمد الخضيري: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هذه السورة العظيمة حديثها عن القيامة وقد جرت العادة إذا جاء الحديث عن المغيّبات أن يتلوها الحديث عن هذا القرآن وعن سنده إلى الله سبحانه وتعالى، ولذلك جاءت هذه السورة مقسومة قسمين:
القسم الأول عن أحداث يوم القيامة وما فيها من الأهوال سواء ما كان قبل وقوع القيامة من مقدّمات لوقوعها وما كان بعد بعث الناس وحشرهم كما قال الله سبحانه وتعالى (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)) فهذه الأحداث تكون بعد بعث الناس وقيامهم من قبورهم بخلاف الأحداث التي في أول السورة فهي ستكون قبل خراب هذا العالم وقبل زوال الدنيا (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6)).
أما بالنسبة للهدايات التي ينبغي لنا أن نتوقف عندها فهي في هذه السورة كثيرة منها:
قوله (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)) ربنا سبحانه وتعالى يبين لنا أن النفوس يوم القيامة بعد البعث تزوّج أي تُقرَن بمن كانت تصاحبه وتقارنه وتجالسه في الدنيا، فاليهودي يحشر مع اليهود والنصراني يحشر مع النصارى وهكذا كل أصحاب رأي ومقالة ودين يحشرون مع أهل ملّتهم، المؤمن مع المؤمنين والمنافق مع المنافقين وإلى آخر ما هنالك. هذا يجعلني وإياك وكل مسلم ومسلمة يتفكّر مع من سيُقرن يوم القيامة، إنك ستُقرن مع من كنت تحبهم وتجالسهم وتقتدي بهم وتنتصر لهم وترحمهم وترعاهم ويرعونك هؤلاء ستكون معهم، ستحشر معهم فأعدّ لذلك اليوم أن تكون مع الصالحين وأن تكون مع الطيبين الأخيار وأن لا تكون مع أولئك الفاسدين الضالين المنحرفين عن طاعة الله وعن طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم هذه واحدة.
الثانية قوله (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)) تصوروا يا إخوة في يوم القيامة كل أحد يُسأل حتى الموءودة الصغيرة تلك البنت التي قُتلت ظلماً وعدواناً ستتعرض للسؤال وهي مظلومة تبكيتاً لظالمها يقال لها من وأدك؟ من قتلك؟ فتجيب وهكذا نحن سنُسأل وسيُسأل كل أحد حتى الأنبياء والرسل سيُسألون (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6)) [الأعراف] إذاً يوم القيامة يوم مسائل لا يخلو فيه أحد من المسألة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أوَّلُ ما يسألُ عنْهُ العبدُ يومَ القيامةِ من النَّعيمِ أن يقالَ لَهُ ألم نُصحَّ لك جسمَكَ ونروِكَ من الماءِ الباردِ؟». وقال النبي صلى الله عليه وسلم «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن علمه ماذا عمل به؟ وعن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟» فليعد كل واحد منا للسؤال جواباً وليكن الجواب صوابا.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقني وإياكم لطاعته وأن ينفعني وإياكم بما نسمع من الذكر الحكيم والسلام عليكم ورحمة الله.
د. يوسف العقيل: شكر الله لكم دكتور محمد وأدعوكم مستمعي الكرام للفقرة التالية من حلقتنا هذا الأسبوع.
******************
الفقرة الثالثة: من المكتبة القرآنية مع الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.
******************
د. يوسف العقيل: محطتنا إذاً الآن أيها الإخوة مع المكتبة القرآنية وموعودين من فضيلة الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، المدير العام لمركز تفسير للدراسات القرآنية تفسير، وانتقاء لأحد كتب المكتبة القرآنية.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: نعم حياكم الله، كتابنا في هذه الحلقة هو كتاب في القصص القرآني والناس يسألون كثيراً عن أفضل الكتب في قصص القرآن وأنا أنتقي لهم هذا الكتاب وأنصح به وهو كتاب “قصص القرآن الكريم صدق حدث وسمو هدف إرهاف حس وتهذيب نفس” للأستاذ الدكتور فضل حسن عباس وهو كتاب في مجلد كبير أصدرته دار النفائس للنشر والتوزيع بالأردن، وهذا الكتاب كتابٌ جمع فيه بين الحديث عن قصص القرآن الكريم واستلهام ذلك من القرآن الكريم مباشرة والتخفيف والتقليل إلى حد بعيد من الروايات الإسرائيلية التي يبالغ من يكتبون في القصص القرآني في إيرادها، تحدث في المقدمة عن أسباب كتابته لهذا الكتاب وضرورة العناية بالكتابة المؤصلة في قصص القرآن والدكتور المؤلف الدكتور فضل حسن عباس من أساتذة القرآن وعلومه في الأردن وتوفي مؤخراً رحمه الله له عناية كبيرة بالدراسات القرآنية ولا سيما الدراسات النقدية لذلك حتى له كتاب في علوم القرآن لعلنا نعرضه في إحدى الحلقات له قيمة علمية مميزة.
تحدث في كتابه هذا “قصص القرآن” في الفصل الأول الذين كتبوا في القصص القرآني ناقش الكتاب الذي ألّفه الدكتور عبد الوهاب النجار قديماً وهو كتاب في قصص القرآن دار حوله جدل كبير لبعض ما ذكره من آراء فيه. أيضاً تحدث عن كتاب عبد الكريم الخطيب في القصص القرآني، وتحدث عن كتاب التهامي نقرة ومحمد السيد الوكيل وغيرهم من كتب الذين صنفوا في العصر الحديث في قصص القرآن.
ثم في الفصل الثاني تكلم عن القصة القرآنية من حيث أهدافها وخصائصها فتوقف عند هذه المسألة بشكل جدير بالقراءة والتأمل وهو في ذلك يقرأ كل ما كتب في قصص القرآن قبله ثم يلخص ويضيف إضافات قيمة جديرة بالعناية، تحدث عن الخصائص الفنية للقصة القرآنية، تحدث عن القصص في العهدين القديم والجديد في الكتاب يعني كتاب اليهود والنصارى، تحدث عن القصة الأدبية.
ثم في الفصل الثالث ذكر بعض الشبهات التي أثيرت حول القصص القرآني ولعلك تذكر يا دكتور يوسف والإخوة المستمعين الكرام ما أثاره طه حسين قبل ما يقارب القرن من اليوم في كتابه في الشعر الجاهلي عندما قال كلمة يعني انتفض لها العلماء في حينها وذكر وقال إن القصص القرآني قد يحدثنا عن إبراهيم وعن إسماعيل لكن هذا لا يعني بالضرورة وجودهم التاريخي وكأنه يلمح إلى أن القصص القرآني هو من الخيال وليس من الواقع في حين أن القصص القرآني كله حقائق تاريخية ثابتة فرد عليها رد رائعاً.
ثم تحدث عن مسألة مهمة جداً تتعلق بالقصص القرآني وهي ما يتعلق بالتكرار تجد قصة موسى مكررة في مواضع كثيرة جداً وغيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فناقش شبهت تكرار القصة القرآنية وناقش ما قاله العلماء المتقدمون والمعاصرون في هذه المسألة.
ثم بدأ بعد ذلك في ترتيب القصص القرآني بالسور وناقشه، ثم بدأ في قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فناقش قصة آدم عليه السلام وبسطها من حيث الجزئيات والموضوعات والمواقف والمشاهدات وميزة هذا الكتاب أنه يأخذ قصة الأنبياء ثم يرتب ما ورد في هذه القصة على حسب ترتيب النزول فمثلاً في قصة آدم بدأ بما ورد في سورة ص ثم ما في سورة الأعراف ثم في سورة طه ثم في سورة الإسراء وكلها سور مكية ثم ما جاء في سورة الحجر والكهف والبقرة وختم الحديث عن الأسماء التي علمها الله سبحانه وتعالى لآدم، ثم بعد ذلك توقف عند اختصاص كل سورة بما يتسق مع موضوعها يعني لماذا هذا الجزء من قصة نوح ورد في سورة العنكبوت مثلاً؟ لماذا هذا الجزء من قصة آدم ورد في سورة الأعراف؟ وناقش وهذه مسألة مهمة جداً، ثم أيضاً ناقش ما ورد من القصة من جهة الألفاظ والتراكيب فمثلاً الغرض الديني والنسق الفني مثلاً في قصة آدم، تعليق على قصة آدم، مجيء قصة آدم مع غيرها من القصص، الاستعدادات الفطرية التي منحها الله لآدم، قضية التدين، تكريم بني آدم، الجنة التي أسكنها آدم، وكثير من التفاصيل الموجودة في القصة، ثم ناقش بعد ذلك قصص الأنبياء قصة نوح، قصة هود، قصة صالح، قصة إبراهيم.
د. يوسف العقيل: يذكرها أو مجرد مناقشة لها؟
الشيخ عبد الرحمن الشهري: لا يذكر القصة حسب ورودها في القرآن الكريم ويعلق عليها تعليقات قيمة ويعلق على بعض ما ورد في الكتب المتقدمة من الأخطاء في سرد هذا الجزء أو ذاك الجزء من قصة ذاك النبي أو هذا النبي ولذلك أنا أنصح الإخوة المستمعين الكرام بقراءة هذا الكتاب كتاب “قصص القرآن الكريم للدكتور فضل حسن عباس” وهو كما ترى يا دكتور في مجلد عدد صفحاته سبع مئة وثمانية وستين صفحة.
د. يوسف العقيل: نفع الله به وبكم دكتور عبد الرحمن وشكر الله لكم هذا العرض الرائع.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: جزاك الله خيراً شكراً لكم.
******************
الفقرة الرابعة: مناهج المفسرين مع الدكتور خالد بن عثمان السبت عضو هيئة التدريس بجامعة الدمام.
******************
الشيخ خالد السبت: أيها الإخوة المستمعون والمستمعات أرحب بكم وأسأل الله لي ولكم علماً نافعا وعملاً صالحاً ونية. وسيكون حديثنا في هذه الحلقة عن تفسير القرآن العظيم مسنداً عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين للإمام أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس ابن المنذر الرازي المعروف بابن أبي حاتم وقد ولد سنة أربعين ومئتين وأصله من أصبهان ثم انتقل إلى الري، ووالده هو الإمام المعروف أبو حاتم الرازي، رحل ابن أبي حاتم رحمه الله في طلب العلم إلى الحجاز والشام والعراق ومصر وأصبهان وغيرها، وكانت له همة عالية في طلب العلم وصبر على تطلبه وتحصيله، حدث عن نفسه قال: كنا بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مرقة، كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ، وبالليل للنسخ والمقابلة، فأتينا يوماً أنا ورفيق لي شيخاً، فقالوا: هو عليل، فرأينا في طريقنا سمكاً أعجبنا فاشتريناه، فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس فلم يمكننا إصلاحه ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام وكاد أن يتغير فأكلناه نيئاً لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد. وبهذه الهمة وبهذا الصبر بعد توفيق الله تعالى حصل علماً جماً فكان بحراً في العلوم ومعرفة الرجال وفي الفقه وفي اختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار يقول عنه الذهبي: كان بحراً لا تُكَدِّرُهُ الدِّلاءُ. وقد كساه الله نوراً وبهاء يسر من نظر إليه كما وصفه بعض من عاصره وترجم له، وكان آية في العبادة والزهد والورع وله في ذلك أخبار عجيبة تجدها في ترجمته، وقد عمر رحمه الله حتى بلغ السابعة والثمانين وتوفي في مدينة الري سنة سبع وعشرين وثلاث مئة، اكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة وللحديث بقية في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
******************
د. يوسف العقيل: إلى هنا أيها الإخوة الكرام نصل إلى ختام هذه الحلقة لنا بكم لقاء قادم بإذن الله تعالى نسعد بتواصلكم على هاتف البرنامج 0541151051 وإلى لقاء مقبل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.