هدايات قرآنية

هدايات قرآنية – 6 – سورة الانفطار

اسلاميات

برنامج هدايات قرآنية – الحلقة 6

سورة الانفطار

 

د. يوسف العقيل: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً وسهلاً بكم مستمعي الكرام إلى هذه اللقاء في برنامجكم “هدايات قرآنية” أرحب بكم وأدعوكم للتنقل معي في أفانين القرآن العظيم مع نخبة من أهل العلم من ضيوفنا في هذا اللقاء فمرحباً وأهلاً وسهلاً بكم.

******************

هدايات قرآنية يسعدنا تواصلكم عبر الرسائل النصية على هاتف البرنامج 0541151051 بانتظار اقتراحاتكم وأسئلتكم حول العلوم القرآنية وهدايات السور.

******************

د. يوسف العقيل: حياكم الله مستمعي الكرام وإلى هذه الفقرة.

******************

الفقرة الأولى: “في أفياء السورة” يقدم هذه الفقرة الدكتور مساعد بن سليمان الطيار حيث يستعرض فيها مع التعريف بالسورة شيئاً من علومها.

******************

د. يوسف العقيل: مرحباً بكم أيها الإخوة المستمعون الكرام إلى هذه الفقرة وهي الفقرة الأولى في هذه الحلقة مع فضيلة الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود فمرحباً بكم دكتور مساعد.

الشيخ مساعد الطيار: مرحباً بكم وبالمستمعين الكرام.

د. يوسف العقيل: ماذا لدينا هذه الحلقة دكتور؟

الشيخ مساعد الطيار: عندنا سورة الانفطار وهذا الاسم يعني اسم السورة بهذا الاسم اسم مشتهرة به السورة في عدد من المصاحف وكذلك في كتب التفسير ودائر أيضاً على ألسنة الناس. وهناك أيضاً اسم آخر كما قلنا كما هو معتاد أنها تؤخذ من أول السورة وهو قول (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ). وكذلك قد تسمى “سورة انفطرت” أو “سورة المنفطرة” ذُكرت هذه الأسماء لكن أشهر اسمين هو الاسم الأول الانفطار أو (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ) وسبق أن ذكرنا حديث «من سره أن ينظر إلى يوم القيامة» وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم قوله (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ). وهذا أيضاً قد يقول قائل إن هذا الحديث فيه كلام نقول حتى لو كان فيه كلام فإنه لا يمنع من أن هذا الاسم كان مشتهراً في ذلك الزمن، معنى ذلك أن الاسم موجود أو مشهور عندهم بهذه التسمية، هذا ما يتعلق بالاسم.

د. يوسف العقيل: عادة ما مصادر تسمية السور يا دكتور؟

الشيخ مساعد الطيار: طبعاً هو الأصل الرجوع إلى الأحاديث الصريحة التي سمى بها النبي صلى الله عليه وسلم السور ثم بعد ذلك ما ورد عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم ثم بعد ذلك ما ورد عن من بعدهم والمسألة فيها اجتهاد، ولهذا كثير من الكتاتيب خاصة الأطفال لما تسأله تقول أنت في أي سورة؟ يقول لك في سورة “أَرَأَيْتَ”، في سورة “لَمْ يَكُنِ”، وهذه غالباً ما تسمى السور ببدايتها.

د. يوسف العقيل: مواصلة للحديث عن سورة الانفطار يا شيخ

الشيخ مساعد الطيار: أيضاً سورة الانفطار كسورة التكوير سبق الحديث عنها في أنها مرتبطة بيوم القيامة كما ورد في الحديث « من سره أن ينظر إلى يوم القيامة » وإذا تأملنا الموضوع أيضاً مثل بدأت بمثل بداية (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) لكن فيها أربع من لفظ “إذا” وجاء جوابها بقوله (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)) وفي التكوير قال (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)) والمعنى فيهما متقارب.

وبعد ذلك ابتدأ بخطاب الإنسان كإنسان قال (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6))

ثم ذكر نعمة الله سبحانه وتعالى عليه في خلقه وتسويته

ثم بعد ذلك ذكر ما يحصل من الإنسان الكافر في قوله (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10)) إلى آخر الآيات التي ذكرت نعيم الأبرار وجحيم الفجار كعادة القرآن في ذكر هذه المتقابلات، فكل الحديث الذي بعدها كله مرتبط بيوم القيامة وأصناف الناس في هذا اليوم فمنهم من يكون من أهل النعيم ومنهم من يكون من أهل الجحيم والعياذ بالله، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل النعيم

وختمت السورة الآية بقوله (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)) هذا هو يوم الدين الذي أخبر عنه الله سبحانه وتعالى.

د. يوسف العقيل: نفعنا الله أيها الإخوة بهذه السورة وبسور القرآن الكريم أجمع، شكراً لكم دكتور مساعد هذا العرض حول سورة الانفطار، والآن إلى الفقرة التالية.

******************

الفقرة الثانية : هدايات السورة مع الدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.

******************

د. يوسف العقيل: مرحباً بكم أيها الإخوة مرة أخرى في الفقرة الثانية من هذه الحلقة ومع الدكتور محمد الخضيري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، مرحباً بكم دكتور محمد.

الشيخ محمد الخضيري: حياكم الله وحيا الله الإخوة المستمعين.

د. يوسف العقيل: دكتور قبل قليل استمعنا للدكتور مساعد وقد تحدث عن تعريف عن سورة الانفطار وحديثاً عن بعض موضوعاتها، ماذا عن هدايات هذه السورة العظيمة؟

الشيخ محمد الخضيري: هذه السورة بمثابة التتمة لسورة التكوير فهي في نفس الحديث الذي جاء في سورة التكوير عن أهوال يوم القيامة وما فيها من الأحداث العِظام فذُكِر انفطار السماء، وانتثار الكواكب، وتفجير البحار، وبعثرة القبور، عندما تحصل تلك الأهوال ستعلم كل نفس ما قدّمت وأيضاً تعلم ما أخّرت. والمقصود هنا هو أن الإنسان لا يستيقظ ولا يصحو ولا يعرف ما هو الشيء الذي قدّمه حقاً هل هو نافع له أو غير نافع له إلا عندما يرى الحقائق بعينيه. ولذلك المؤمن الذي يؤمن بالغيب ويصدّق ما يسمعه من كلام الله عز وجل يرى كأنه أمام هذه الأحداث العظام فهو يعدّ لها العدة ويتخذ لها الأهبة.

ثم نتوقف عند قول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)) هذه الآية عتاب لهذا الإنسان وتبكيتٌ له، ربك أكرمك، خلقك، سوّاك، عَدَلَكَ وعَدَّلَكَ ما غرّك به؟! لماذا عصيته؟! لماذا كفرت به؟! كفرت بأنبيائه ورسله أشركت مع الله أحداً سواه، ما الذي جعلك تسوف في التوبة ثم تسوف؟! ما الذي جعلك تقتحم هذه المعاصي؟! أجاءك نقص من ربك الكريم؟! هل هناك نعم أعظم وأكثر من هذه النعم التي حباك بها ربك سبحانه وتعالى؟! ليس من حقك أن تحتج فتقول ليس عندي سمع، وليس عندي بصر، وليس عندي عقل، لم يأتني كتاب، لم يرسل إلي رسول، إلى آخر ما هنالك، كل ذلك قد كان بين يديك إذاً ما الذي غرّك؟! ما الذي جعلك تسوّف في التوبة وتسجل هذه المآسي والجبال من السيئات على نفسك؟!

ثم نتوقف أيضاً عند قول الله عز وجل (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14)) هذان هما أصناف الناس في الدنيا إما أبرار يعملون البرّ ويتوسعون في فعل الطاعة لأنهم أبرار، وإما فجار يُعرضون عن طاعة الله ويقتحمون معاصي الله سبحانه وتعالى فالله جل وعلا يقول (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13)) ولم يبيّن لنا لماذا كانوا في ذلك النعيم ولكن اللفظ الذي اختير في هذه الآية يدل على هذا المعنى وتلك العلّة (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13)) أي لبرّهم (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14)) أي لفجورهم لأنه اختار وصفاً يصلح أن يكون علّة لهذا الجزاء الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في هذه الآية. وقد قال ابن القيم في ملحظ جميل ولفتة رائعة منه رحمه الله قال: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13)) ولم يبين لنا ربنا في أي الدور يكون ذلك النعيم فدلّ على أنه يكون في الدور كلها. فالب!رّ ينال نعيم الدنيا وينال نعيم القبر وينال نعيم الآخرة، والفاجر ينال شقاء الدنيا وينال عذاب وجحيم القبر وينال جحيم الآخرة. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الأبرار الذين يتسعون في فعل البر وفي أنواع الطاعات والقربات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

د. يوسف العقيل: اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد ولا زلنا أيها الإخوة مع فقرات هذه الحلقة من برنامجنا “هدايات قرآنية” لا تزال الفقرات مستمرة وأشكر في ختام هذه الفقرة هدايات قرآنية فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود على ما تفضل به نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما سمعنا وبما قلنا، أدعوكم لمواصلة الاستماع للفقرة التالية من حلقتنا.

******************

الفقرة الثالثة: من المكتبة القرآنية مع الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.

******************

د. يوسف العقيل: إذاً هنا ينتقي لنا الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري وفقه الله عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، مدير مركز تفسير للدراسات القرآنية “تفسير” من المكتبة القرآنية وكلنا نتطلع حقيقة ما ستنتقونه لنا دكتور عبد الرحمن.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: حياكم الله دكتور يوسف وحيا الله الإخوة المستمعين الكرام. كتابنا في هذه الحلقة هو كتاب “اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري” ومؤلفه هو الأستاذ الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود، “اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر” هو أوسع كتب الدكتور فهد الرومي وهو رسالته التي تقدم بها لنيل درجة الدكتوراه وقد طبع الكتاب عدة طبعات من أقدمها الطبعة التي طبعت في مؤسسة الرسالة هذه التي بين يدي وقد طبع في ثلاثة مجلدات متوسطة الحجم وأصل الكتاب هو رسالة دكتوراه كما ذكرنا نوقشت في ثلاث وعشرين من شعبان عام ألف وأربع مئة وخمسة هجرية، وهذا الكتاب كتاب قيّم في بيان اتجاهات المفسرين في القرن الرابع عشر الهجري، تحدث في المقدمة وفي التمهيد الدكتور فهد عن نشأة التفسير في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وتاريخ التفسير وحتى عصر النهضة الإسلامية المعاصرة وتحدث عن المؤلفات في التفسير والمناهج التي قامت عليها إجمالاً، ثم بدأ في بقية أجزاء الكتاب في الباب الأول وما يليه عن اتجاهات بتفصيل، فتكلم في الباب الأول عن الاتجاه العقدي في التفسير وهو يقصد بالاتجاه العقدي التفاسير الحديثة التي تعنى بإبراز جوانب العقيدة وبيان دقائقها والرد على الخصوم بحيث يظهر فيها طابع الاهتمام ببسط العقيدة التي يعتقدها صاحب التفسير وإن كان لا يهمل إهمالاً تاماً الجوانب الأخرى وقد استغرق هذا منه النظر في الفرق الإسلامية المعاصرة الحق منها والباطل والنتاج العلمي لهذه الفرق بصفة عامة ولكن في التفسير بشكل خاص وناقش فيه منهج أهل السنة والجماعة في التفسير هنا في الفصل الأول، ثم منهج الشيعة في التفسير وناقش فيه عدد من كتب الشيعة في التفسير. ثم في الفصل الثالث منهج الإباضية في التفسير، ومنهج الصوفية في التفسير، وقد أجاد الدكتور في هذا ويعني هو انتقى هذه الاتجاهات بالذات لأنها حاضرة اليوم في القرن الرابع عشر الهجري فخصها بالذكر لهذا، وأيضاً هناك صعوبة تواجه من يكتب في هذا أن بعض الفرق ليس لها إصدارات مطبوعة ومنتشرة في التفسير فيجد الباحث مشقة كبيرة جداً في الاطلاع عليها، وقد ذكر الدكتور فهد مثل هذه الصعوبات. ثم في الباب الثاني تحدث عن الاتجاهات العلمية في التفسير وقسمه إلى ثلاثة فصول تحدث عن المنهج الفقهي في التفسير وتناول فيه كتب تفسير آيات الأحكام في القرن الرابع عشر، الفصل الثاني تحدث فيه عن المنهج الأثري في التفسير وهو يقصد به كتب التفسير بالمأثور التي يعني أبرزت هذا الجانب في تفسيرها، أما الفصل الثالث من الباب الثاني فقد تحدث فيه عن المنهج العلمي التجريبي في التفسير وهو منهج معاصر لكثرة من كتب فيه من المتأخرين ناقش مشروعية هذا النوع من التفسير والكتب التي كتبت فيه والبذور يعني التي وجدت في القرن الرابع عشر الهجري، في الباب الثالث تحدث عن الاتجاه العقلي سماه الدكتور الاتجاه العقلي الاجتماعي في التفسير ومزج بين الصفتين العقلي والاجتماعي لأنه اشتهرت بهما مدرسة الشيخ محمد عبده في مصر كان يمزج بين الجانب العقلي والاجتماعي فسماه الدكتور فهد بهذا وطبعاً ناقش كل التفاسير التي خرجت من هذه المدرسة مثل تفسير الشيخ محمد رشيد رضا المطبوع الذي يسمى “تفسير المنار” و”تفسير القرآن الحكيم”، الباب الرابع تحدث فيه عن الاتجاه الأدبي في التفسير، وذكر فيه المنهج البياني وتحدث عن أمين الخولي وهو من البارزين الذين اهتموا بهذا اللون من التفسير وأصبح سمة لتفسيرهم، وتلميذته عائشة بنت عبد الرحمن وأيضاً تحدث عن منهج التذوق الأدبي للقرآن الكريم يعني الذي أبرزه سيد قطب في كتابه “في ظلال القرآن” ومن سار على منهجه وهم قليل، في الباب الخامس تحدث عن الاتجاه المنحرف في التفسير وهذا المنهج وإن كانت ولادته طبعاً بدأت من العصور الأولى في صدر الإسلام إلا أنه في العصر الحديث الرابع عشر اتخذ أشكالاً وألواناً أخرى ولهذا أفرد له المؤلف هذا الفصل فناقش المنهج الإلحادي في التفسير وهناك كتب كتبت في هذا الجانب يعني ألحدت إلحاداً ظاهراً في القرآن الكريم وتحدث عنها ووجد صعوبة بالغة في الاطلاع على بعضها، وأيضاً ناقش في الفصل الثاني من هذا الباب منهج المقصرين سماه منهج المقصرين في التفسير وعنى بهم طائفة لم يدركوا شروط التفسير ولم يمنعهم هذا من أن يقولوا في القرآن بغير علم فسماه منهج المقصرين والحقيقة أن هؤلاء الذين لم تتوفر فيهم شروط التفسير لا يستحقون أن يترجم لهم مع المفسرين ولكن الدكتور ذكر ذلك لكي يتنبّه القارئ إلى هذه الكتب المطبوعة الموجودة وأنها غير مستوفية للشروط. الفصل الثالث تحدث عن اللون اللامنهجي في التفسير وهم قوم ليسوا من هؤلاء ولا من هؤلاء، لا في العير ولا في النفير، ثم ختم الدكتور كتابه بخاتمة لخص فيها أبرز ما جاء في بحثه وفي الكتاب، والكتاب قيّم وجدير بالقراءة وهو كتاب “اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر للدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي” كتاب لا يستغني عنه طالب العلم المتخصص في الدراسات القرآنية كما لا يستغني عنه الباحث المثقف الشرعي وغير الشرعي لكي يطلع اتجاهات التعامل مع القرآن الكريم وتفسيره في القرن الرابع عشر وهو قرن قريب ومعظم التفاسير المطبوعة والموجودة في مكتباتنا هي من هذا القرن المتأخر طباعة وأيضاً تأليفاً، هذا ما أردت أن أشير به في هذه الفقرة يا دكتور يوسف جزاك الله خيراً.

د. يوسف العقيل: شكر الله لكم وجزيتم عنا خيرا.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: وإياك، بارك الله فيك.

د. يوسف العقيل: شكراً للدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري الاستاذ المشارك بجامعة الملك سعود، مدير مركز تفسير للدراسات القرآنية على هذا العرض.

******************

الفقرة الرابعة: مناهج المفسرين مع الدكتور خالد بن عثمان السبت عضو هيئة التدريس بجامعة الدمام.

******************

الشيخ خالد السبت: أيها الإخوة المستمعون والمستمعات أرحب بكم وأسأل الله لي ولكم علماً نافعا وعملاً صالحاً ونية، نواصل الحديث في هذه الحلقة الكلام على “تفسير ابن أبي حاتم” وقد وصف المصنف رحمه الله كتابه هذا في مقدمته فقال: سألني جماعة من إخواني إخراج تفسير القرآن مختصراً بأصح الأسانيد وحذف الطرق والشواهد والحروف والروايات وتنزيل السور وأن نقصد لإخراج التفسير مجرداً دون غيره متقصياً تفسير الآي حتى لا نترك حرفاً من القرآن يوجد له تفسير إلا أخرج ذلك يقول فتحريت إخراج ذلك بأصح الأخبار إسنادا وأشبعها متنا فإذا وجدت التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أذكر معه أحداً من الصحابة ممن أتى بمثل ذلك، وإذا وجدته عن الصحابة فإن كانوا متفقين ذكرته عن أعلاهم درجة بأصح الأسانيد وسميت موافقيهم بحذف الإسناد، وإن كانوا مختلفين ذكرت اختلافهم وذكرت لكل واحدٍ منهم إسناداً وسميت موافقيهم بحذف الإسناد، فإن لم أجد عن الصحابة ووجدته عن التابعين عملت فيما أجد عنهم ما ذكرته من المثال في الصحابة وكذا أجعل المثال في أتباع التابعين وأتباعهم. انتهى ما ذكره رحمه الله، ثم ذكر أسانيده عن أبي العالية والسدي والربيع بن أنس ومقاتل وذلك فيما أورده عنهم في الكتاب بلا إسناد، وهذا الكتاب قال عنه الذهبي رحمه الله: وله تفسير كبير في عدة مجلدات عامته آثار بأسانيده من أحسن التفاسير. وقال عنه الحافظ ابن كثير: وله التفسير الحافل الذي اشتمل على النقل الكامل الذي يربو فيه على تفسير ابن جرير الطبري وغيره من المفسرين إلى زمننا. وقال الحافظ ابن حجر: فالذين اعتنوا بجمع التفسير من طبقة الأئمة الستة أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، ويليه أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المنذر النيسابوري، وأبو محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتم ابن إدريس الرازي، ومن طبقة شيوخهم عبد بن حميد ابن نصر الكشي، فهذه التفاسير الأربعة قل أن يشذ عنها شيء من التفسير المرفوع والموقوف على الصحابة والمقطوع عن التابعين. انتهى كلام الحافظ رحمه الله، ويقول السيوطي: ومن تصانيفه “التفسير المسند” اثنى عشر مجلداً لخصته في تفسيري. انتهى كلامه رحمه الله، كما أكثر النقل عنه ابن كثير في تفسيره والحافظ في الفتح وفي العجاب بل يعد من أكثر المصادر التي اعتمد عليها في التفسير، وقال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله: عن تفسير ابن جرير وتفسير ابن أبي حاتم بأنهما أعظم ما كتبه أئمة الحفاظ رواة الأثر على الإطلاق يقول: وأما جهة الرواية عن الصحابة والتابعين فابن أبي حاتم أشد من ابن جرير وسائر رواة التفسير تحرياً للصحيح، وعلى كل حال فإن ما صنعه المصنف رحمه الله في هذا الكتاب يختصر الكثير من الروايات والتكرار في التفسير وهو أيضاً يختصر على القارئ ما كان من قبيل اختلاف التنوع، والواقع أن الكتاب في مادته العلمية وما حواه من المرويات لا يبلغ تفسير ابن جرير فضلاً عن كونه أوسع منه ولو نظرنا في عدد المرويات في تفسير ابن أبي حاتم في تفسير سورتي الفاتحة والبقرة مثلاً فإننا نجد أنها قد بلغت ثلاثة آلاف ومئة وثلاثة عشرة رواية بينما نجد في تفسير ابن جرير ستة آلاف وخمس مئة واثنتين وأربعين رواية إضافة إلى ما يذكره ابن جرير من المناقشات والقواعد ووجوه الترجيح والتحقيقات اللغوية هذا بالإضافة إلى أن ابن أبي حاتم كان يكتفي في المواضع التي تستدعي تكرار التفسير بالإحالة إلى ما تقدم من تفسير هذا الموضع وهذا كثير فقد بلغ في الأجزاء الموجودة من هذا الكتاب ما يقرب من مئة وأربعة وسبعين موضعاً والله أعلم وللحديث بقية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

******************

د. يوسف العقيل: إلى هنا أيها الإخوة الكرام نصل إلى ختام هذه الحلقة لنا بكم لقاء قادم بإذن الله تعالى نسعد بتواصلكم على هاتف البرنامج 0541151051 وإلى لقاء مقبل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.