منظومة المناهج (خطوات)
صراط– سبيل – منهج- خطوات– سُنّة – سيرة – دأب – طريقة – أمّة
هذه منظومة المناهج وقد سبق أن تناولنا بعض كلمات هذه المنظومة كالسبيل والصراط ضمن منظومة الطريق منظومة جُدد (الطريق ) فالقرآن الكريم ليس فيه مترادف مطلقاً وإنما فيه مشترك لفظي.
هذه منظومة المناهج: عندما تريد أن تعمل عملاً أو تُنشئ جماعة سياسية أو دينية أو تؤسس مدينة أو ما شاكل وكل عمل ابن آدم لا بد أن يكون له منهج قال تعالى (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) المائدة) ولا تصلح هذه الحياة ولا يصلح ما فيها ومن فيها إلا إذا كانت حركتهم على هذه الأرض ممنهجة محددة يخطط لها سلفاً وإلا كانت فوضائية عشوائية لا تنتج إلا فوضى كما هو حاصل في العالم اليوم بعد أن سقطت جميع المناهج والقوانين الدولية وسادت شريعة الغاب كما حصل في فترات عديدة في التاريخ.
الصراط: هو المعبر بين نقيضين أو بين ضفني جبل بينهما صراط ينقلك من الضدّ إلى الضدّ. قال تعالى (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) الفاتحة) من الكفر الى الايمان والتوحيد. وقال تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) الأنعام) قدّم لنا مناهج العقيدة هذا هو الصراط. كل ما يتعلق بالعقيدة من المناهج والأحكام المتسلسلة الرائعة المقنعة في كتاب الله تعالى وسُنّة الرسول r وما في هذا الكون مما يدل على وحدانية الله تعالى كل هذا صراطاً. فالصراط إذن هو الواسطة أو الوسيلة التي تنقلك من ضفة إلى ضفة معاكسة وهذه هي العقيدة.
السبيل: هو الطريق الرئيسي الذي يسلكه الناس بعد عبورهم الجسور العظيمة وتتفرع منه الطرق الجانبية فالسبيل أو الإمام (فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79) الحِجر) هو الطريق الرئيسي الذي تتفرع منه طرق عديدة ترجع في النهاية إليه (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)يوسف) شريعة ممتدة أحكامها لا تنتهي إلى يوم القيامة ولا يُنكر تغيّر الفتوى باختلاف الزمن. مذاهب الأمة ليست متناحرة وإنما هي أساليب جديدة لحل مشاكل معاصرة لم تكن في العصر السابق فأحكام السوق مثلاً في السابق حيث كانت السوق أرض فضاء يتجمع فيها الناس للبيع والشراء وكان لها أحكامها الخاصة بها أما الآن فقد اختلفت السوق وأصبح العالم كله سوقاً من بنوك وشركات ومعاهدات فكان لا بد من أن تتغير أحكام السوق بما يتناسب مع الزمن. فالسبيل شريعة متغيرة (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ) أي لا بد من الاتيان بالدليل وليس تبعاً للهوى فتحلل وتحرم على هوى الناس فإذا أجمع الناس على أمر فهذا لا يعني أنه صار حلالاً (الاجماع مثلاً على شرب الخمر لا تجعل الخمر حلالاً).
المنهج: خطة متكاملة لا تقتضي زمناً محدداً وقد تنجزها في سنة أو أكثر. التعليم في السابق كان بضعة كتب هي المنهج ففي اللغة مثلاً كان المنهج هو بضعة كتب (من متن الأجرومية إلى مغني اللبيب) والمطلوب انجاز المنهج بدون تحديد زمن معين ولا مراحل دراسية ولا خطوات. ومن العلماء من صار مجتهداً وهو في سن الخامسة والعشرين لأنه كان عنده منهج إما بلاغي أو أصولي أو غيره وكل على حسب طاقته فمن الناس من قد ينهي المنهج في عشر سنوات أو خمس أو اثنتين لذكائه وعبقريته. هذا المنهج (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) الاسلام منهج والمطلوب الصلاة والزكاة والصيام والحد والجهاد وبر الوالدين وصلة الأرحام وقد تنجز هذا المنهج في سنة أو 20 سنة والمنهج عليك أن تؤديه حسب طاقتك وقدرتك والزمان الذي تحتاجه أنت وليس معمماً على كل الناس.
الخطوات: إذا وضعت للمنهج أزمنة محددة وقسّمته إلى مراحل فهو الخطوات مثلاً المراحل الدراسية ست سنوات ابتدائي وثلاث اعدادي وثلاث ثانوي ولا بد أن ينجز الطالب هذه الخطوات. قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) البقرة) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) البقرة) من خَبَث الشيطان أنه يحدد الانسان بمراحل معينة كل منها تعتمد على المرحلة التي قبلها وتقتضي المرحلة التي بعدها وطالما بدأت بمرحلة فلا بد من أن تنهي كل المراحل. والخطوات يتحكم فيها غيرك فمثلاً وزارة التربية تتحكم في خطوات المراحل الدراسية. والآن هناك بعض المدارس الدينية التي تتبع منهجاً وليس خطوات حيث تتعلم في سنة واحدة ما لا يتعلمه طلاب الجامعات في سنوات (ويقال أن في الجامع علم غزير أما الجامعات فعلمها قليل جداً. الخطوات تأخذ زمنك وأنت فيها مسيّر ولست مبدعاً وكل من له ابداع يمكنه أن ينجز المنهج ببراعة بأقصر زمن معروف على كثافة في العلم حتى يتخرج من المنهج علماء أجلاّء أما الخطوات فلا تخرّج علماء وما يُتعلم في كليات الشريعة لا تساوي ما يُتعلّم في المنهج.
السُنّة: منهج ثانوي مع المنهج الرئيسي. كل مناهج التربية والتعليم فيها روس اجبارية (صراط وسبيل) وبجانبها دروس اختيارية هي من توابع المنهج الرئيسي ولكنها ليست بنفس القوة. والسُنّة حدث بجانب حدث فإذا صليت الصبح توجد معها ركعتان سنة. والسُنة عادة مشروعة مأمور بها ومصاحبة لفرض والكون هكذا كلما وُجِد ظلم تخرب الزراعة وكلما وُجد عدل تنجح الزراعة (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) الأعراف) وحيثما شاع الربا يشيع الفقر. ومن سُنن الكون أن كل من يكذّب نبيّاً ويعاديه عداء مطلقاً يهلك (قوم عاد، قوم ثمود، قوم لوط، قوم صالح، قوم موسى) (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77) الاسراء) (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62) الأحزاب)
السيرة: (قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) طه) التطبيق الشخصي لكل ما مضى. والسيرة هي كيف كان يطبّق الرجال العظام الصراط أو السبيل أو المنهج. كيف كان الرسول r يصلي؟ كيف كانت عبادة داوود u وكيف كان صيامه؟ هذه هي السيرة وهي أسلوب الرجال العظماء في تطبيق المنهجيات.
الدأب: (كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11) آل عمران) (كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54) الأنفال) هو النشاط المتزايد في أداء السُنّة. عندك عادات وتقاليد وعقيدة وأنت في غاية النشاط والالتزام بهذا الشيء الذي تؤمن به ولا تتركه.
الطريقة: تفرّع من السبيل (الشرع) ليس كل الناس يؤدونه بنفس الطريقة. الصلاة مثلاً سبيل وشرع وليس كل المسلمين يؤدونها بنفس الطريقة هناك بعض صيغ لأداء السبيل أما الصرط فلا خلاف عليه: لا إله إلا الله محمد رسول الله آمنت بالله ورسله وملائكته وكتبه واليوم الآخر والقضاء والقدر). والطريقة هي أسلوب محتلف في أداء نفس العبادة (قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) طه) (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) الجنّ) جمع طريقة طرائق وجمع طريق طُرُق.
هناك من يتقي الله تعالى عن طريق الدعوة أو الزكاة أو العلم أو الجهاد كل واحد بطريقته. أما السبيل فيتفرع إلى طرق مشروعة تعود في النهاية الى سبيل واحد.
الأمّة: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) المؤمنون) (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) الأنبياء) هي جماعة من الناس موحّدة توحيداً دقيقاً في فكر معيّن. كلية الطب مثلاً أمة لأن كل طلابها يتبعون نفس المنهج أما طلال الجامعة الواحدة فليسوا أمة. كل جماعة تتبع منهجاً واحداً هي أمة وما من جماعة على وجه الأرض موحدة في الأساسيات توحيداً مطلقاً إلا هذه الأمة (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) آل عمران) نحن أحزاب وطوائف وفرق ومذاهب وكلها موحدة بالايمان بالله وملائكته ورسله وموحدة بالصلاة والصوم والزكاة والحد وتحرّم نفس المحرمات موحدة في الأساسيات على شدة اختلافاتهم في قضايا ثانوية لا قيمة لها. لذا نحن أعظم أمة على وجه الأرض من هذا الباب. (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا (142) البقرة)
والقرآن يقتضي أن نسهر على اللغة العربية وتعلم آدابها فرض كالصلاة والصوم ولا عِزّ لهذه الأمة إلا بهذه اللغة. وكل نبي كان يبعثه الله تعالى بلسان قومه (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4) ابراهيم). القرآن يحمل معاني متجددة في كل كلمة لا تحمله إلا اللغة العربية ففي كل جيل تفهم الآية فهماً جديداً من فهم اللغة العربية والهجمة العالمية على اللغة العربية مقصودة وبعد الحكم العثماني الذي قضى على اللغة العربية قام علماء اللغة وفقهائها وأعادوا للغة العربية عزّها والآن تعود اللغة إلى الوراء وبدون لغة لا اسلام ولا قرآن .
خطوات الشيطان:
نهانا الله تعالى عن الشيطان واتباع خطواته (ولا تتبعوا خطوات الشيطان) الخطوات هي مرحلية (مسافة بين قدمين) ومتكررة ومتتابعة وكل خطوة تقتضي التي بعدها وتعتمد على التي قبلها. والشيطان له خطوات ومن خبث الشيطان أنه يبدأ بشيء بسيط ثم يستدرجك خطوة خطوة ليصل إلى ما يريد وهو نفسه فعل هذا وأول خطوة ارتكبها الشيطان كانت قاتلة فأخرجته وكانت سبباً في طرده من الجنة تماماً كما يفعل مع من يغويهم. الشيطان مهمته أن يخرجك مما أنت فيه حتى يجعلك خالداً معه في النار (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) ابراهيم) وهذه خطبة عجيبة للشيطان والله تعالى يُطلق قيوده في النار فيضرب الشيطان أعوانه وزبانيته حتى ينسيهم عذاب النار.
-
الانكار الصريح لنصّ قطعي: خطوات الشيطان تبدأ بالخطوة الكبيرة على عكس الناس يوقع بها كل الذين هم خارج الايمان وهي التنكّر لنصّ قطعي (هذه هي البداية) فإذا أطعت الشيطان بذلك فأنكرت نصّاً قطعياً ستنزلق الى الهلاك يوماً بعد يوم. الله تعالى أمر ابليس بالسجود لآدم فاعترض ابليس وقال أنا خير منه. وهذ ردّ الأمر على صاحب الأمر وهو تمرّد وعصيان واعتبار الأمر غير مشروع. آدم u عصى ربه ثم تاب (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) الأعراف) واعترف بالتقصير وهذا من قواني بني آدم ليضع نفسه أمام عفو الله تعالى ورحمته ورضاه. أما ابليس فقد عصى الله تعالى وردّ الأمر على صاحب الأمر ولم يعترف بخطئه لله تعالى ولكنه ردّ الأمر (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) الاسراء)
-
التشكيك والتبرير: يحاول أن يجد تبريراً لما فعله لكنه لا يجد . على سبيل المثال فرض الله صلاة الجمعة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) الجمعة) وكان هناك بعض الفرق لا تصلي الجمعة بحجج واهية. وهناك نص على حفظ آل بيت النبي r (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) الشورى) (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) الأحزاب) جاءت فرقة النواصب تلعن آل البيت وتتهمهم مئة عام. وهناك من يلعن الأنصار والمهاجرين وقد نزل فيهم آية صريحة تبين رضى الله تعالى عنهم (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) التوبة)، ونهى الله تعالى عن أن تتهم السيدة عائشة رضي الله عنها (يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) النور) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) النور) ومع هذا هناك من يعتبر السيدة عائشة حاشاها مومس والعياذ بالله. وهناك كثير من النصوص الواضحة. وما من جماعة من المسلمين إلا من رحم ربي إلا ومنهم من يطعن بنص صريح وهناك من يلعن الأولياء كأنهم كفّار (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) يونس) . وعلينا أن نمتحن أنفسنا فإذا كنا نسلّم بكل نصوص القرآن الكريم فإننا ناجون بإذن الله.
-
ومن خطوات ابليس الكِبر (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) ص) جميع الذين عارضوا النبوات من ابراهيم u إلى محمد r قالوا (ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6) التغابن) وكل من يتبع خطوات الشيطان يصير شيطاناً والحجة كانت (قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) يس) (مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) الشعراء)
ترك المأمورات بها أكبر من فعل المنهيات عنها : ذنب آدم u أنه فعل منهياً عنه أما ابليس عليه اللعنة فقد ترك مأموراً به وعِظم الذنب يُعرف بعِظم العقوبة.
وفي سؤال لأحد الإخوة المشاهدين عن الفرق بين الشِرعة والشريعة أجاب الدكتور الكبيسي أن الشريعة عامة هي التي أنزلها الله تعالى أما الشِرعة فهي تطبيقك أنت للشريعة وحصتك في الشريعة (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) الجاثية).
بُثّت الحلقة بتاريخ 10/6/2005م