سور القرآن الكريم

سُوَرِة المُدَّثــِّر

هدف السورة

سورة الدعوة للقيام بالدعوة. عرضت الآيات النماذج والصفات والزاد فأصبح الداعية جاهزاً للدعوة, وهذه السورة تدعو هذا الداعية للدعوة. وتدعو الآيات لتكبير قدر الله تعالى في الأرض وجعل الله تعالى الأكبر بين الخلق. وبالمقارنة بين سورتي المزمل والمدثر نلاحظ سياق الآيات يسير ببطء في سورة المزمل مقارنة بالسياق السريع في سورة المدثر وهذه السرعة أو البطء مناسب لهدف السورتين. وختمت سورة المدثر بالتشبيه بفرار الحمار الوحشي من الأسد (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ) آية50 و 51 وهذا كله يفيد الحركة والسرعة.

تناسب فواتح سورة المدثر مع خواتيمها

كلتا السورتين خطاب للرسول . في ختام المزمل قال تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ (20)) ثم خاطب الرسول r في المدثر: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2)). وتقدم في سورة المزمل الكلام على الكافرين (إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12)) ثم ذكر في المدثر (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)) كلاهما مشهد من مشاهد العذاب للكافرين في المزمل والمدثر.

تناسب خواتيم المزمل مع فواتح المدثر

يقول تعالى في سورة الجن: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19)) عبدُ الله أي الرسول r ، لِبداً أي تلبدوا عليه واجتمعوا، وفي المزمل قال تعالى:(إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)) الرسالة ليست سهلة, هذه من مظاهر اللبد التي قاموا بها، من مظاهر القول الثقيل ما فيه ما تلقى من قومك من أذى وما في طبيعته من أحكام. أليس فيه العذاب والفتنة من الثقل عليه؟!, قال في سورة الجن: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) وفي المزمل:(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)) هي نفسها. قال في سورة الجن: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)) وفي المزمل:(وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11) إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12)) هي نفسها، كأنما هي استكمال للآية وصف لما سوف يناله في الآخرة.

تناسب خواتيم المدثر مع فواتح القيامة

في أواخر سورة المدثر تحدث عن أصحاب النار: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)) وهي في القيامة أصلاً, وقال في سورة القيامة: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1)) مشهد من مشاهد يوم القيامة. سورة المدثر مشاهد من مشاهد القيامة وسورة القيامة تبدأ بالقيامة.